قبل الرحيل
هناك كلمات يجب أن تُقال قبل الرحيل

حتى يكف عن التساؤل هذا الزمن السئيل

وحتى يتوقف قلبى عن البكاء والنحيب

ولكنِ أحتار ماذا أقول بعد هذا الزمن الطويل

وإذ قلت شيئاً هل سأُحسن القيل

سأخبركم حكايتى وسأخبركم عن الحب المرير

نعم كان مريرا ولكنه واجه المستحيل

ولكنه ضعف فى النهاية وأصابه الزمن الحقير

دعونا نبدأ الحكاية فهناك مازال الكثير

سأعود من حيث بدأ هذا العذاب الجميل

سأعود من حيث جاء هذا الشخص الغريب

يمشى تحت المطر لا يبالى كالطفل العنيد

يسترق النظرات من بعيدِ فى خوفِ شديد

فذهبت إلى منزلى وتبعنى فى الطريق

وقفت لألتفت إلى هذا الشخص العجيب

فرفعت مظلتى تحت المطر لأرى هذا الوجه الكئيب

عرفت ملامحه وتعرفت على ملامح الحزن الدفين

سألته من يكون فعمّ صمت رهيب

دارت عيناه فى عينى تبحث عن الجواب

فدمعت عيناه وقال .. أنا الحبيب

قال ألا تتذكرينى ألا تتذكرى الحب القديم

قلت بلى وأتذكر أيضاً الجرح العميق

دعونى أخبركم عنه وعن هذا الحب المرير

لقد كان حبى الأول وحبى الأخير

كان دقات قلبى والأمل الكبير

كان عمرى وحياتى لقد كان الحبيب

الحبيب الذى تخلى عنى فى وقت الضيق

الحبيب الذى يطلب السماح بعد هذا الزمن السحيق

الذى يسألنى البقاء بعدما أضطرنى إلى الرحيل

وودعنى تحت المطر وغطى قلبه الجليد

وها نحن مجدداً تحت المطر بعد العمر الطويل

يسألنى ان كنت أتذكره فياله من سؤال غريب

كيف أنسى الحب الأول بعد كل هذه السنين

كيف أنسى نبض قلبى كيف أنسى الحنين

والأهم كيف أنسى الجرح الذى عيشنى فى جحيم

كيف أنسى الدمع وقلبى الجريح

لا لم أنسى شيئاً فلا تسألنى المزيد

فأنا لا أريد أن أفتح جرح قديم

مازال ينزف ويأبى أن يترك قلبى الحزين

فيا حبيبى .. أعني يا من كنت حبيبى

إنى الآن أسألك الرحيل

فدارت عيناه فى وجهى تغالبها الدموع

وأضاء ظٌلمة الطريق ضوء الشموع

فعندها عرف أن قلبى لا يعرف معنى الخضوع

فمضى تحت المطر ...

مضى بعيدا ...

مضى فى الطريق ولا ينوى الرجوع

فيا قلبى لا تحزن فإن قدرك محتوم

فلقد انتهت الحكاية وما يريده الله سيكون